العيد في مناطق الصراع واللجوء: كيف يُصنع الفرح رغم الألم؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

العيد في مناطق الصراع واللجوء: كيف يُصنع الفرح رغم الألم؟

العيد في مناطق الصراع واللجوء: كيف يُصنع الفرح رغم الألم؟

العيد في مناطق الصراع واللجوء كيف يُصنع الفرح رغم الألم؟
Eid in conflict and refugee areas


العيد مناسبة تزدان بالفرح، وتغمر القلوب بالسكينة، فهو موسم للصلح، والعطاء، والتواصل الإنساني. لكنه لا يحمل نفس الطابع في كل مكان؛ ففي حين تنهمر الزينة والحلوى في بعض المدن، 

يتسلل العيد إلى مخيمات اللجوء أو مناطق النزاع خجولًا، يكافح ليمنح الناس شيئًا من البهجة وسط ركام الخوف والجوع. في هذا المقال، 

نغوص في مشاعر العيد حين يُحتفل به تحت ظلال الحرب والفقر، ونرصد كيف يصنع الناس الفرح من العدم، وكيف يتحوّل العيد إلى فعل مقاومة للحزن.


1. العيد لا يتأخر.. حتى لو تأخر الفرح

رغم كل شيء، يأتي العيد. لا يسأل عن طبيعة المكان ولا حال الناس، بل يزورهم كما يزور كل بقاع الأرض. لكن في مناطق الصراع، لا يكون حضوره بهيًا دائمًا، بل مكسوًا بعباءة من الغصات والذكريات المؤلمة.

2. ذاكرة الفقد حاضرة

العيد يوقظ في كثيرين مرارة الفقد، فثمة أطفال يبحثون عن آبائهم الذين غيبتهم الحروب، وآخرون ينتظرون أمهاتهم عند أبواب الخيام. في مثل هذه الأجواء، لا يكون الحزن طارئًا، بل مقيمًا.

3. مخيمات اللجوء.. احتفالات بسيطة بمعانٍ عظيمة

في الخيام، تُصنع الزينة من ورق الجرائد، ويُعجن العيد بالتراب والماء. ومع ذلك، يصر الأطفال على ارتداء ما توفّر من ملابس جديدة، حتى لو كانت مستعملة. فالفرح لا يُقاس بالثمن.

4. تكافل رغم القلّة

ما يميز هؤلاء الناس هو روح المشاركة. رغم قلة الموارد، تجد العائلات تتقاسم ما تملك. قطعة حلوى واحدة قد تدور بين عدة أطفال، ووجبة واحدة قد تكفي عشرة.

5. صوت الأذان.. نغمة مغايرة في مناطق الحرب

في صباح العيد، حين يعلو صوت الأذان، تمتزج الروحانيات بنبرة الحزن. تكتظ المساجد المؤقتة، ويصلّي الناس تحت السماء المفتوحة، متشبثين بالأمل.

6. العيد في المدارس المدمّرة

في كثير من المناطق، تحوّلت المدارس إلى ملاجئ أو أماكن للعبادة. هناك، يُقام العيد رغم كل شيء، وتُوزّع الهدايا البسيطة التي تحمل قيمة معنوية كبيرة.

7. ألعاب من لا شيء

لا توجد محلات ألعاب، ولا ميزانيات للهدايا. لكن الأطفال يبدعون: يصنعون كرات من الجوارب، وسيارات من عبوات الماء الفارغة، ويضحكون من القلب.

8. الأمهات.. بطلات العيد الصامتات

وراء كل بسمة طفل، تقف أم تحمل همّ التفاصيل. تُصلح ملابس، تُعدّ ما تيسر من طعام، وتدعو الله أن يمرّ هذا العيد دون قصف أو خسائر جديدة.

9. الخبز الساخن.. رمز للعيد

في بعض القرى والمخيمات، لا شيء يضاهي خبز الطابون الطازج. هو ليس فقط غذاء، بل طقس من طقوس الفرح، تنبعث منه رائحة الوطن والأمان المؤقت.

10. عيدية بلا نقود

العيدية قد تكون قبلة على الجبين، أو كلمة طيبة، أو نزهة قصيرة حول المخيم. المهم أن يشعر الطفل أنه لم يُنسَ.

11. لحظات العيد تُوثق بالقلوب

لا توجد كاميرات، ولا صور تملأ مواقع التواصل. لكن العيد في هذه المناطق يُوثق في الذاكرة، بتفاصيله البسيطة التي لا تُنسى.

12. الحنين إلى “عيد زمان”

الناس هناك لا ينسون الأعياد التي كانوا يعيشونها قبل الحرب. يتبادلون الذكريات، ويحكون للأطفال عن ألعابهم، وعن أصوات تكبيرات العيد في مدنهم التي غادروها.

13. مساجد مهدمة وقلوب عامرة

رغم أن كثيرًا من المساجد تهدمت، إلا أن الإيمان لا يُقصف. في كل عيد، تُقام الصلاة على الأنقاض، والقلوب عامرة باليقين.

14. دعم المؤسسات الإغاثية

لا يمكن إنكار دور الجمعيات والمنظمات التي تدخل الفرحة إلى هذه المناطق من خلال توزيع الملابس والحلويات والألعاب، وإن كانت بسيطة.

15. الحرف اليدوية.. مصدر رزق وفرح

في بعض المخيمات، تبدأ النساء قبل العيد بأسابيع بصناعة حلويات تقليدية أو تطريز ملابس لتوفير دخل بسيط، ولزرع شيء من الفرح.

16. الأمل لا يُقتل

مهما كانت الظروف، يظل الأمل حيًّا. يكفيك أن ترى ضحكة طفل فقد بيته وأباه وأصدقاءه، لكنه لا يزال يركض خلف طائرة ورقية من كيس بلاستيكي.

17. أصوات الأمل في أغاني العيد

حتى الأغاني تتغير. تُغنّى بصوت منخفض، لكنها تحكي عن العودة، عن لمّ الشمل، عن حرية قادمة لا محالة.

18. الفرح كفعل مقاومة

الاحتفال بالعيد ليس ترفًا بل مقاومة. أن تبتسم رغم الألم، أن تلبس الجديد رغم الخوف، أن تصنع الحلوى رغم انعدام السكر.. هذا كله فعل بطولة.

19. الأطفال يعلّمون الكبار معنى الصبر

ربما أكثر من يبرع في خلق الفرح هم الأطفال. بضحكاتهم البريئة، وإصرارهم على اللعب، يعيدون الحياة إلى النفوس المنهكة.

20. حين يكون العيد دعوة للوعي

أن نعرف كيف يُعاش العيد هناك، هو مسؤولية إنسانية. ليس من باب الشفقة، بل من باب المشاركة الوجدانية، والعمل الفعلي.


في الختام: شارك الفرح.. واصنع أثرًا

العيد لا يكتمل ما لم يشارك فيه الجميع. يمكنك أن تكون سببًا في بسمة طفل في مخيم، أو دفء عائلة في منطقة صراع. تبرع بما تستطيع، 

اشترِ من حملات الخير، شارك في مبادرات الدعم. فكل قطعة ملابس، كل حلوى، كل لعبة صغيرة، قد تكون عالمًا من الفرح لمن يعيش على هامش الحياة.

لا تدع العيد يمرّ دون أن تترك فيه بصمة إنسانية.



author-img
I create valuable content in all cultural, scientific, literary, and other fields, and I leave the comment and evaluation to you.

تعليقات

التنقل السريع